من المعروف أن الخوف هو ردة فعل يبديه الشخص لمثير عنيف أو مفاجأة غير متوقعة تحمل الهلع. والخوف ككل الانفعالات الغرائزية تبدأ من الطفولة المبكرة عند الانسان، بحيث نجد أن كل مثير مفاجئ يؤدي إلى اختلال في توازن المتلقي يقوده على الخوف.
والخوف عند الطفال أمر وارد ومتكرر الحدوث في كل الأوقات، وهو ظاهرة لا تشكل خطرا ما دام ضمن الحدود المعقولة والطبيعية، بل هو احيانا وفي حدوده المعقولة وسيلة نافعة تدفع الطفل للوقاية من الأذى والحرص والحذر من الخطر. وعندما يصبح الطفل قادرا على تصور الاشياء وتوقع الحوادث في المستقبل قبل حدوثها، فإن ظاهرة الخوف ، عنده تتناقص، وذلك كخوفه من الأصوات والغرباء والأماكن غير المألوفة عنده، وما يصادفه في حياته من مواقف تتكرر امام عينه كل يوم عشرات المرات. ومع ذلك فإن بعض الأطفال قد لا يستطعيون التخلص من الخوف، بل ويستفحل عندهم الى درجة المرض، وذلك لما صادفهم في طفولتهم من مواقف مرعبة وعدم قدرتهم على فهم تلك المواقف والسيطرة عليها رغم تقدمهم بالسن، فتاصل الخوف بداخلهم وتطور إلى حالة مرضية لازمتهم طوال حياتهم، بل أصبح جزءا من شخصيتهم. لقد تعرض مثل هؤلاء الأطفال الى شتى أنواع التعذيب، واستخدام الأهل سلاح الخوف ضدهم كوسيلة لتأديبهم ، ومورس عليهم العنف، ماجعلهم عرضة لامراض نفسية على رأسها ضعفت ثقتهم في أنفسهم وعدم قدرتهم، على تحليل وتفسير ما يصادفهم من مشكلات، وبالتالي وقوعهم فريسة لاوهامهم الخاطئة.
ولقد وجد ان زرع الخوف داخل الطفل وتعريضه لذلك الوباء الخطير يدمر شخصيته ويجعله نهبأ لامراض شتى وعرضة للتشرد والضياع، ومن ثم سلوك طريق غير سوى. فمن الأفضل ابعاد هذا الشبح عنه، وجعل الطفل يتغلب على مخاوفة بمجابهة تلك المواقف ومعالجتهالها تتراكم في داخلهه حتى تشكل ظاهرة وليس بالهروب منها وجعلها تتراكم في داخله حتى تشكل ظاهرة مرضية عنده.
فتجنب استخدام اسلواب (( التخويف )) عند الأطفال، وما أكثر طرقه ووسائله، وأولها العقاب البدني وسرد الحكايات المرعبة وغيرها من الأساليب يحمي الطفل من الوقوع فريسة لهدم الثقة بنفسه وبمن حوله واهتزار شخصيته.
فإذا كان من المستحيل منع الخوف الاطفال واقتلاعه من جذوره تماما، حيث ان مخاوفة الأطفال لا يمكن حصرها والتنبؤ بها، فلا يجوز ان يستخدم كوسيلة من وسائل التأديب والتربية كلما أخطأ الطفل أو جاء بتصرف أزعج الكبار.
***************************************
منقووووووووووول للأمانة